هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةينابيع الميامينأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 سيرة الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام وسنته...

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
شوق المشاعر
مشرف
مشرف
شوق المشاعر



سيرة الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام وسنته... Empty
مُساهمةموضوع: سيرة الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام وسنته...   سيرة الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام وسنته... Emptyالأحد أبريل 05, 2009 2:10 pm

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين


وهي سيرة فريدة الفصول، تزخر بالعطاء، والتلقينات التربوية، تدنينا إلى عالمه الزاهر، ومثله وقيمه، الذي يفتح أعيننا على روائع أخلاقه وكريم سجاياه ويطبع على قلوبنا شيئاً من هداه:


- 1 -

(كان إذا جاء الليل يأخذ جراباً فيه الخبز واللحم وصرر الدراهم فيحمله على عاتقه ويقسمه على أهل الحاجات وهم لا يعرفونه)(1).

هذا التطواف الليلي على بيوت البائسين، من ذوي الحاجة والعوز، في طليعة العبادات الاجتماعية التي كان يمارسها الأئمة من أهل البيت (عليهم السلام) ولقد كانوا يمارسون ذلك متكتمين، لا يحبون أن يعرفوا، إمعاناً في خلوص النية لله، وحفاظاً على ماء الوجوه بالنسبة لأولئك المستضعفين ولا شيء أعظم في الدلالة على عمق الحس الإنساني والمواساة الحقيقية، للضعفاء من هذا التفقد الحاني، الذي كان يمارسه الإمام الصادق بنفسه في كل ليلة.




- 2 -

(كان يقول لخادمه في أوقات حاجة الناس:

أشتر لنا شعيراً واخلط به طعامنا فإني أكره أن نأكل جيداً ويأكل الناس ردياً)(2).

وهكذا يجب أن يكون القدوة يعيش آلام الناس، ويشاركهم شظف العيش، ويواسيهم بنفسه ويكره أن يتميز عليهم.




- 3 -

(بعث غلاماً له في حاجة فأبطأ فخرج يبحث عنه فوجده نائماً فجلس عند رأسه وأخذ يروح له حتى انتبه فقال الإمام: لك الليل ولنا النهار)(3).

أية موعظة عملية في التواضع ومكارم الأخلاق تفوق هذه الموعظة؟

وتضاهي هذا الموقف النبيل؟

وإذا كان هذا سلوك الإمام (عليه السلام) مع عبد من عبيده فكيف كان مع الآخرين؟




- 4 -

وروى المؤرخون أن [/color[color=#339900]](أشجع السلفي الشاعر، دخل على الإمام الصادق (عليه السلام) فأعطاه أربعمائة درهم فأخذها وذهب شاكراً، فرده الإمام بعد الانصراف فقال: سيدي سألت فأعطيت وأغنيت فلم رددتني؟

قال حدثني أبي عن آبائه عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال:

خير العطاء ما أبقى نعمة باقية وأن الذي أعطيتك لا يبقي لك نعمة باقية، وهذا خاتمي فإن أعطيت به عشرة آلاف درهم وإلا فعد إلي، وقت كذا، أوفّك إياها)

الغريب هنا أن يقنع السائل ولا يرضى المسؤول!!

إنها نفس الصادق الكبيرة التي تعانق حب الخير، وترأف بالضعفاء وتأبى إلا أن تعطي فتغني.

وإنها لإحدى المآثر الرائعة التي يشدو بها فم الزمن، إجلالاً وإكباراً لهذا الإمام العظيم.


- 5 -

(توهم رجل من الحاج أن هميانه سرق، فرأى الصادق (عليه السلام) مصلياً فلم يعرفه فتعلق به وقال: أنت أخذت همياني وكان فيه ألف دينار.

فحمله إلى منزله ووزن له ألف دينار وعاد إلى منزله فوجد هميانه فرد المال إلى الصادق معتذراً فلم يقبل وقال شيء خرج من يدي لا يعود إليّ(4).

عز على الإمام (ع) أن يبقي هذا الحاج مضطرباً فرغاً، وهو بعيد عن أهله ووطنه.

وكان ثمن إضفاء السكينة على نفسه والتهدئة لروعته، أن يدفع له الإمام ألف دينار، فبادر إلى دفعها في الحال.

وهناك جانب آخر: فلقد كان هذا الحاج مخطئاً في مطالبة الإمام بالمبلغ المفقود، وقد اكتشف خطأه، وأرجع المبلغ إلى الإمام، ولكن الإمام (عليه السلام) أصر على أن يقابل إساءته بالإحسان وتلك سمات المنهج الأخلاقي الفريد، الذي رسمه الإمام (عليه السلام) لنفسه، فدخل به التاريخ من أسوع أبوابه...

ويمكن أن يكون هذا الموقف صورة من صور الرعاية المكثفة لحجاج بيت الله الحرام والتنبيه على ضرورة معاملتهم معاملة خاصة.



- 6 -

(عن مفضل بن قيس قال دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فشكوت إليه بعض حالي وسألته الدعاء فقال يا جارية: هاتي الكيس الذي وصلنا به أبو جعفر فجاءت بكيس فقال هذا كيس فيه أربعمائة دينار فاستعن به. قال: قلت لا والله جعلت فداك ما أردت هذا ولكن أردت الدعاء فقال لي: ولا أدع الدعاء ولكن لا تخبر الناس بكل ما أنت فيه فتهون عليهم)(5).

وقوف الإمام (ع) على حاجة (المفضل)، دعاه إلى وضع حل عاجل لمشكلته، والحل هو أن يدفع له ما يسد به حاجته.

إن المفضل لم يكن يريد من الإمام (ع) إلا الدعاء، ولكن الإمام لا يكتفي بالدعاء عن الإعطاء. ثم أسدى الإمام (ع) نصيحة ثمينة للمفضل حين قال له:

(لا تخبر الناس بكل ما أنت فيه فتهون عليهم).

وهكذا ترون أن المفضل أراد من الإمام شيئاً واحداً فأعطاه الإمام ثلاثة أشياء:

1 - سد حاجته.

2 - دعا له.

3 - نصحه.

وهنا تكمن العظمة.



- 7 -

عن أخي حماد البشير قال كنت عند عبد الله بن الحسن وعنده أخوة الحسن بن الحسن فذكرنا أبا عبد الله (عليه السلام) فنال منه، فقمت من ذلك المجلس فأتيت أبا عبد الله (عليه السلام) ليلاً فدخلت عليه وهو في فراشه... فخبرته بالمجلس الذي كنا فيه وما يقول حسن. فقال يا جارية: ضعي لي ماء فأتى به فتوضأ وقام في مسجد بيته، فصلى ركعتين ثم قال: يا رب إن فلاناً أتاني بالذي أتاني عن الحسن وهو يظلمني وقد غفرت له، فلم يزل يلح في الدعاء على ربه ثم التفت إليّ فقال: أنصرف رحمك الله ثم زاره بعد ذلك)(6).

ربما كان يجول في خاطر الراوي أنه وضع أصبعه على كنز ثمين، وإذا ما سارع إلى نقل ما دار في مجلس (عبد الله بن الحسن) إلى الإمام فسيحمد له الإمام موقفه، ولم يدر في خلده شيء مما رآه بعد الإخبار..

صلاة الإمام، وإعلان الصفح عمن ذكره بسوء عقيب الصلاة، كل ذلك بمشهد منه ومسمع - يدعونا إلى الاعتقاد بأن الإمام أراد أن يلقنه درساً أخلاقياً لن ينساه، وبهذا الخلق العالي قطع الإمام (عليه السلام) دابر الفتنة.

إن الإمام (عليه السلام) بدل أن يدعو على المسيء إليه، دعا له ثم تصدى لزيارته وهكذا يكون السموّ، ومعالي الأخلاق.



- 8 -

(روى عنه أبو جعفر القزاري، أنه دعا مولى له يقال له (مصادف) فأعطاه ألف دينار ليتاجر بها وقال له: تجهز حتى تخرج إلى (مصر) فإن عيالي قد كثروا. قال: فتجهز بمتاع وخرج مع التجار إلى مصر فاستقبلتهم قافلة من التجار خارجة من مصر، فسألوهم عن المتاع الذي معهم وحاله في المدينة؟ فأخبروهم أنه ليس في مصر منه شيء، فتحالفوا وتعاقدوا على أن لا ينقصوا متاعهم من ربح الدينار ديناراً) فباعوا تجارتهم بهذا الربح، ورجعوا إلى المدينة فدخل مصادف على الإمام الصادق (عليه السلام) ومعه كيسان في كل واحد منهما ألف دينار.

وقال له: جعلت فداك هذا رأس المال، وهذا الآخر ربحها فقال له الإمام: إن هذا الربح كثير، كيف صنعت في المتاع حتى ربحت هذا الربح؟ فحدثه... فقال: سبحان الله تتحالفون على قوم مسلمين أن لا تبيعوهم إلا بربح الدينار ديناراً.

ثم أخذ رأس المال وقال هذا مالنا ورد عليه الربح...)

تصور لنا هذه القصة عمق المشاعر الإنسانية التي كان يختلج بها قلب الإمام الصادق (عليه السلام)، فقد بدت عليه أمارات الاستياء والاستغراب من الإقدام على التعامل مع هذا الربح الفاحش، وبالفعل رفض استلام الأرباح.

فليسمع المحتكرون، وأرباب الجشع المحموم، وهيهات هيهات:

لقد أسمعت لو ناديت حياً***ولكن لا حياة لمن تنادي



- 9 -

عن الزمخشري، في ربيع الأبرار عن الشقراني مولى رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: خرج العطاء أيام المنصور وما لي شفيع فوقفت على الباب متحيراً وإذا بجعفر بن محمد قد أقبل فذكرت له حاجتي فدخل وخرج وإذا بعطائي في كمه، فناولني إياه، وقال: إن الحسن من كل أحد حسن وإنه منك أحسن لمكانك منا، وإن القبيح من كل أحد قبيح وإنه منك أقبح، لمكانك منا:

(قال) سبط بن الجوزي: وإنما قال له ذلك لأنه كان يشرب الشراب فوعظه على وجه التعريض وهذا من أخلاق الأنبياء).

تقرأ هذه القصة فترتسم أمامك هالة وضاءة مشرقة، من ألق الإمامة وأنوارها الباهرة...

ونقرأ من خلال القصة، معاني الإنسانية الحقة، يجسدها موقف الإمام (عليه السلام) الذي لا يطيق أن يرى إنساناً مدفوعاً عن الأبواب، ضاقت عليه الأرض بما رحبت، يفكر في حل للخروج من مأزقه، فلا يهتدي إلى ذلك سبيلاً...

ولا يكتفي الإمام (عليه السلام) بأن يقضي للشقراني حاجته، وإنما يقرن ذلك بكلماته المؤثرة، التي تخرج من قلبه ليستقر في قلب مخاطبه.

الهوامش

1 - الشيعة في الميزان: مغنية: ص 234.

2 - راجع سيرة الأئمة الاثني عشر: ج 2 ص 297.

3 - الشيعة في الميزان: ص 234 للشيخ محمد جواد مغنية.

4 - راجع سفينة البحار: ج 1 ص 423.

5 - سفينة البحار: ج 1 ص 712.

6 - راجع سفينة البحار: ج 2 ص 48.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عاشق الحسين
محب مجتهد
محب مجتهد
عاشق الحسين



سيرة الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام وسنته... Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام وسنته...   سيرة الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام وسنته... Emptyالسبت مايو 16, 2009 11:42 am

مشكوووووور والله يعطيك الف عافيه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سيرة الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام وسنته...
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: ¤©§][§©¤][المنتديات الاسلامية][¤©§][§©¤ :: سيرة المعصومين عليهم السلام-
انتقل الى: